العودة للطبيعة

ماذا تعني العودة للطبيعة؟

أبسط تعريف لمصطلح "العودة للطبيعة" هو: تأييد أو اتباع أسلوب أكثر بساطة في الحياة. ولكن الناس يختلفون في فهمهم لهذا التعريف، فبعضهم يقتصر فهمه على مجرد بذل بعض الحرص عند شراء بعض المأكولات، أو مستحضرات التجميل، أو المكملات الغذائية فيطمئن لتلك التي تدعي نشراتها الداخلية أنها طبيعية، ويبتعد عن الأخرى. بينما يذهب البعض الآخر إلى حد نبذ الحياة العصرية كلية، ليحيوا حياة بدائية أشبه ما تكون بحياة الإنسان الأول الذي عاش على الأرض منذ آلاف السنين. وبين هؤلاء وهؤلاء درجات مختلفة من الفهم. لكنني أرى أنه كما أن الاستغراق في الحياة العصرية الحديثة بإيقاعاتها المتسارعة، وهمومها المتزايدة يصيب الإنسان بالكثير من أمراض العصر النفسية والعصبية كالتوتر، والقلق، والاكتئاب، وغيرها، ناهيك عن الأمراض العضوية المختلفة التي تصيب الجسد، فإنه من الصعب التخلي عن هذه الحياة كلية بكل مزاياها الملموسة للجميع. والفهم الصحيح و"الممكن"- من وجهة نظري- هو أنه كلما أمكن للإنسان أن يأكل، ويشرب، ويلبس، ويستنشق، ويسمع، ويلمس، وينظر إلى أشياء طبيعية أكثر، كلما كان ذلك أكثر فائدة لصحته الجسدية والنفسية على السواء. وإذا لم يكن ذلك متيسرا طوال الوقت، خاصة لسكان المدن، فلا أقل من استغلال عطلات نهاية الأسبوع، والأجازات السنوية للهروب إلى الطبيعة، والاستمتاع بجمالها. 

جنب أطفالك الإصابة بمرض نقص الطبيعة؟

في كتاب من أكثر الكتب مبيعا في أمريكا بعنوان: آخر طفل في الغابات "Last Child in the Woods " الذي نشر عام 2005، قام مؤلفه: ريتشارد لوف- الصحفي في مجلة سان دييجو- بوضع مصطلح جديد أسماه: مرض نقص الطبيعة "Nature-deficit disorder" وذلك لوصف مجموعة من الأعراض الصحية التي أصبحت تصيب أطفال هذه الأيام نتيجة لأسلوب الحياة الذي يركز على تمضية الوقت أمام الشاشات (التلفزيون والكمبيوتر) بدلا من استكشاف الطبيعة المحيطة. ويرى الكثيرون أن هذا الأمر أصبح قضية هامة قد تؤثر على مستقبل المجتمعات الحديثة، بل على مصير كوكب الأرض ذاته. فقد أظهرت الأبحاث أنه بينما تتكون أقوى الروابط بين الإنسان والبيئة في مرحلة الطفولة، فإننا نرى الكثير من أطفال اليوم يعيشون بمعزل عن الطبيعة. فكيف يمكن لأناس ليس لديهم أية تجربة أو معايشة مع الطبيعة البكر الصحية المستدامة ذات التنوع الحيوي الأخاذ أن يتخذوا قرارات صائبة فيما يتعلق بالمستقبل؟

تعليق: إنه حقا تساؤل في موضعه.



أزمة شركات الأدوية العالمية

في مقالة بعنوان"العودة للطبيعة" على موقع مجلة ناتشر "Nature" العلمية العالمية، يقول الكاتب أن هناك مايزيد عن بليون إنسان- معظمهم في الدول النامية- يستخدمون منتجات طبيعية لأغراض طبية. وعلى الرغم من أن كبريات شركات الأدوية العالمية تستخدم خلاصات طبيعية من بعض النباتات لصناعة أدوية تعالج- بإذن الله- أمراضا خطيرة كالسرطان، وضغط الدم المرتفع، وغيرها، إلا أن استخدام المنتجات الطبيعية في الدول المتقدمة يختلف عن استخدامها في الدول النامية. ففي الدول المتقدمة يتركز الاستخدام في المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل، بينما تتصدر مئات الآلاف من المنتجات الطبيعية قائمة الأدوية المستخدمة في علاج مختلف الأمراض في الدول النامية. ويذكر الكاتب أنه بعد أن أصيب العلماء بخيبة أمل من استخدام أجهزة الحاسب العملاقة في إنتاج أدوية تخليقية، فإن الشركات تهتم الآن بالتقنية الحيوية Biotechnology لاكتشاف أدوية جديدة. ويضيف الكاتب أنه أصبح هناك الآن علماء ومختبرات حديثة على مستوى عالمي في عدة دول نامية في آسيا وأفريقيا يمكن أن تلعب دورا مهما في عملية اكتشاف أدوية جديدة. وعليه يخلص الكاتب إلى أن شركات الأدوية العالمية الكبرى أصبحت في أزمة الآن، وأن مستقبلها- من حيث قدرتها على اكتشاف أدوية جديدة- سيكون في دول العالم النامي.

تعليق: هل تفطن الدول النامية بما لديها من ثروة طبيعية، وتحسن استغلالها؟ أم ستستطيع الشركات العالمية استنفاد هذه الثروة الطبيعية كما استنفدت غيرها من قبل؟ لاشك أن دول العالم النامي الآن أمام تحد جديد.

المصدر: مجلة ناتشر



هناك تعليق واحد:

مدبولي عتمان يقول...

تذكرت موضوعاتك المترجمة عن الزراعة الطليعية